السيرة الذاتية لمدير جامعة أبها الجديد.. ابن "الكامل" العاشق للرياضيات والفلسفة
صحيفة المرصد: جاء قرار خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز" بتعيين "الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي"، مديرًا لجامعة الملك خالد بأبها، تتويجاً لمسيرة علمية وإدارية ناجحة تنقل خلالها أستاذ فلسفة الرياضيات بين عديد المناصب الهامة في جامعة المؤسس بجدة؛ حيث كانت انطلاقته الدراسية والعلمية مروراً بجامعتي جازان وتبوك، التي ساهم برفقة زملائه في وضع أولى بذورها ولم يغادر إلا وقد نمت وترعرعت تلك البذرة العلمية وتحولت إلى شجرة يانعة مزهوة بالثمار وفقا لموقع "سبق".
الولع بالرياضيات:"الدكتور السلمي" ولد عام ١٩٧٠م في محافظة الكامل "١٠٠كلم" شمال جدة، ودرس في قريته الهادئة مراحله التعليمية الأولى، وكان واضحاً أنه مولع بكل ما يتعلق بالرياضيات ومسائلها الحسابية المعقدة، التي تتطلب ذهناً صافياً وعقلية متمكنة، وهي ما توافرت في ذلك الشاب اليافع، الذي رفض بعد تخرجه من الثانوية بتفوق كلَّ مغريات الوظيفة التي كانت تختطف شبان القرى من مواصلة تعليمهم وترسم لهم حياة وردية زائفة، وقرر أن يلتحق بكلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ولم يتردد في التخصص في عشقه العلمي الأول.
تنقلات مكوكية:ومع إنشاء الجامعات الجديدة في المناطق الطرفية بالمملكة، كان لزاماً على وزارة التعليم العالي أن تبحث عن الكفاءات القادرة على تأسيس الجامعات الناشئة ومساعدتها للوقوف على قدميها وبدء المسيرة العلمية لمنسوبيها، وحينها وقع الاختيار على "الدكتور السلمي" عميداً للقبول والتسجيل في جامعة جازان، وما لبث أن كلف أيضاً بالعمل عميداً لكلية العلوم بالجامعة، ومشرفاً على تقنية المعلومات بالجامعة الوليدة.ورغم تعدد المهام وصعوبة المرحلة التأسيسية إلا أنه نجح في تلك المهام وغيرها من لجان وفرق عمل، كان خلال يسابق الزمن منهمكاً في عمله، ولم يكمل عاماً ونصف العام حتى جاءت توجيهات وزارة التعليم العالي بأن يشد رحاله من أقصى جنوب المملكة إلى أقصاها الشمالي ليتولى مهمة وكيل جامعة تبوك الجديدة.
تجربة تبوك:منذ أن حط رحاله في أروقة جامعة تبوك منتصف عام ١٤٢٨هـ كان لزاماً على الشاب العصامي الذي لم يصل حينها لعامه الأربعين، أن يواصل نشاطه المتَّقِد ويثبت أن اختياره كان قراراً صائباً، فانطلق بحماسة الشباب وعقلية العالم الخبير في وضع الأسس العلمية القادرة على النهوض بالجامعة الوليدة، وما لبث أن كلف وكيلاً للجامعة للدراسات العليا والبحث، ووكيلاً للجامعة للتطوير والجودة، وأميناً عاماً لمجلس جامعة تبوك، إلى جانب رئاسته لـ١١ لجنة تطويرية وتنفيذية في داخل أروقة الجامعة، واستمر قرابة ستة أعوام ساهم خلالها في تأسيس تلك المنارة العلمية المشار إليها بالبنان، ومع انتهاء فترة تكليفه عاد لجامعته الأم في جدة تاركاً وراءه ذكرى طيبة وعملاً نافعاً سيعود بالعلم والمعرفة لشبان المدن الشمالية. الثقة الملكية:ومع وصوله لجامعة المؤسس مرة أخرى لم يركن للهدوء، حيث عاد لطلابه معلماً لهم، وتم تعيينه مستشاراً لوكيل الجامعة للشؤون التعليمية منذ عام ١٤٣٥هـ حتى صدر قرار خادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان بن عبدالعزيز"، بتعيينه مديرًا لجامعة الملك خالد بأبها.